السبت، 24 سبتمبر 2011
خواطر إنسان eg كارم شعبان عياد كارم شعبان عياد مقالات أخرى للكاتب تدور في خلد الانسان دائما رغبة جامحة في أن يكون زعيما أو قائدا في يوم من الأيام ويتحول حديث النفس هذا الي أرض الواقع فنري كثيرا من الناس يريدون أن يكونوا قادة ورؤساء وزعماء في بعض الأحيان وهم لا يمتلكون مقومات القيادة لكنه يصر عليها فمثلا في الصلاة نجد أن الكل يريد أن يكون إماما فى الصلاة مع العلم أنه لا يصلح أن يكون إماما وهو يعلم أن هناك من هو أقرأ منه لكتاب الله عز وجل وأعلم منه بالنسبة للأمور الفقهية والصلاة ورغم ذلك تجد عنده الرغبة الشديدة والجامحة فى أن يقف إماما فى الصلاة دون غيره وإن كان هناك من هو أحق منه بالإمامة فى هذا الأمر الجلل . ( الفتوى ) عند الفتوى تجد أحدنا كأنه إمام عصره وزمانه ويحدثك وكأنه أصبح مفتي الديار المصرية بل يفتى فى كل شئ فى الدين ويوصى إليك أنه قد أجازه علماء عصره الثقات وله حق الحديث فى كل ما يخص الدين فهو عالم بالقرآن وبالحديث وبالسنة وفقة الصلاة والزكاة . علوم الكون من الغريب أنك تجد عالما فى الطب والهندسة والفلك وعلوم الطبيعة بل علوم الكون كله ففى الطب قائدا وزعيما لا يشق له غبار وفى علوم الهندسة هو أمهر الناس فى هذا الفن علما بأنه لا يدرك منه ولا عنه شئ وكذا فى علوم الطبيعة ليس له مثيل فهو الأوحد بل فريد عصره وزمانه . السياسة أما فى السياسة فقل فيه ما شئت فهو الزعيم فى عصر خلا فيه الزعماء وهو القائد فى أيام عقمت النساء أن تلد القادة بل هو المتحدث البارع والمفوه الذى يؤثر فى الناس دون غيره من البشر وهو الخطيب الذى إذا تحدث كان كلامه عذبا وأسمع النائم فى حجرة نومه بل أيقظه يهرول حتى يسمع خطبهالنارية التى تلهب القلوب فالكل يريد مثلا أن يكون زعيم حزب سياسى فى مصر المحروسة يضم خمسين شخصا أو قائمة ثم يتعاركون بعد ذلك على من يكون زعيم الحزب الذى لا يضم فى عضويته إلا الخمسين أو المائة المؤسسين للحزب من أجل إصدار صحيفة وإذا تحدثت عن الأخلاق تجده وكأنه الرحمة المهداة والنعمة المسداة ويحدثك عن الأخلاق وكأنه ألف كتبا تدرس لطلاب الجامعة وهو أبعد ما يكون عن ذلك وإذا تحدثت عن الزهد تجده التقى الورع الزاهد العابد المتصوف الذى لا يشق له غبار فى هذا المضمار ولعله لا يعرف عن الزهد إلا اسمه ومن التصوف إلا رسمه .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق